السانت سيمونية هي أيديولوجية سياسية نشأت في أوائل القرن التاسع عشر، وتسمى على اسم مؤسسها، الفيلسوف الفرنسي كلود هنري دي روفروا، كونت دي سانت سيمون. كان سانت سيمون اشتراكياً يوتوبياً يؤمن بقوة التصنيع والمعرفة العلمية في تحويل المجتمع. اقترح نظاماً اجتماعياً جديداً حيث ستحل محل النظام الأرستقراطي القديم نظام الاستحقاق، وحيث ستكون رعاية أفقر أفراد المجتمع هي الاهتمام الأساسي.
السانت سيمونية تتميز بتركيزها على التنمية الصناعية واعتقادها في قدرة العلم والتكنولوجيا على تحسين ظروف الإنسان. إنها تدعو إلى إلغاء الطبقات الاجتماعية غير الإنتاجية، مثل النبلاء والكهنة، واستبدالها بطبقة حاكمة جديدة من العلماء والمهندسين والصناعيين. وفقًا للسانت سيمون، ستكون هذه الطبقة الجديدة الأكثر تجهيزًا لإدارة موارد المجتمع لصالح الجميع.
السان سيمونية تروج أيضًا لفكرة الاقتصاد المخطط، حيث يتم تنظيم الإنتاج والتوزيع وفقًا لاحتياجات المجتمع بدلاً من القوى السوقية. يهدف هذا النهج إلى منع الأزمات الاقتصادية وضمان توزيع أكثر عدالة للثروة.
حركة السان سيمونية اكتسبت قوة كبيرة في فرنسا خلال الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، حيث جذبت متابعين متنوعين من الفكريين والفنانين والثوار السياسيين. ومع ذلك، واجهت أيضًا معارضة كبيرة من العناصر المحافظة في المجتمع، مما أدى إلى تراجعها في نهاية المطاف بحلول منتصف القرن التاسع عشر.
على الرغم من تراجعها، كان للسان سيمونية تأثير دائم على الفكر السياسي والنظرية الاجتماعية. فقد أثرت في تطور حركات اشتراكية ويوتوبية أخرى، ومفاهيمها حول التنمية الصناعية والتقدم العلمي لا تزال ترن في المناقشات المعاصرة حول التكنولوجيا والمجتمع. بعض مبادئها، مثل أهمية الرعاية الاجتماعية ودور الخبراء في الحكم، لا تزال ذات صلة في الخطاب السياسي الحديث.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Saint-Simonianism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.