الشمولية هي أيديولوجية سياسية تؤكد على أهمية الكل والترابط بين أجزائه. وهي مشتقة من الكلمة اليونانية "holos"، والتي تعني "الكامل" أو "الكل". تفترض هذه الأيديولوجية أنه ينبغي النظر إلى الأنظمة وخصائصها ككل، وليس فقط كمجموعة من الأجزاء. وهو منظور يرى المجتمع ككيان متكامل وعضوي، حيث يكون كل جزء له نفس أهمية الكل، والكل أكبر من مجموع أجزائه.
غالبًا ما ترتبط الشمولية كأيديولوجية سياسية بالحركات الاجتماعية والبيئية، لأنها تروج لفكرة أن كل شيء مترابط. غالبًا ما يتناقض مع الاختزالية، التي تميل إلى تحليل الظواهر عن طريق تقسيمها إلى الأجزاء المكونة لها. من ناحية أخرى، ترى الشمولية أن فهم الأجزاء بمعزل عن بعضها البعض لن يؤدي بالضرورة إلى فهم النظام بأكمله.
ليس من السهل تتبع تاريخ الشمولية كأيديولوجية سياسية، لأنها مفهوم فلسفي أثر على مختلف الأيديولوجيات السياسية بدلاً من كونها أيديولوجية سياسية قائمة بذاتها. ومع ذلك، يمكن القول أن الشمولية لها جذور في التقاليد الفلسفية القديمة، وخاصة تلك الخاصة بالثقافات الشرقية مثل البوذية والطاوية، والتي تؤكد على الترابط بين كل الأشياء.
في العصر الحديث، أثرت الشمولية على مجموعة من الأيديولوجيات والحركات السياسية. على سبيل المثال، كان له تأثير كبير على السياسة الخضراء، التي تؤكد على الترابط بين البشر والبيئة الطبيعية. كما أثرت على حركات العدالة الاجتماعية، التي ترى المجتمع ككل مترابط وتجادل بأن الظلم أو عدم المساواة في جزء واحد من المجتمع يؤثر على الكل.
ارتبطت الشمولية أيضًا بأشكال معينة من الاشتراكية والمجتمعانية، والتي تؤكد على أهمية العمل المجتمعي والجماعي. وتجادل هذه الأيديولوجيات بأن التصرفات والقرارات الفردية لا يمكن فهمها بمعزل عن الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث فيها.
في الختام، تؤكد الشمولية كأيديولوجية سياسية على الترابط بين جميع أجزاء النظام، سواء كان ذلك النظام هو المجتمع أو البيئة أو الاقتصاد. لقد أثر على مجموعة من الأيديولوجيات والحركات السياسية، من السياسة الخضراء إلى حركات العدالة الاجتماعية، ولا يزال يمثل مفهومًا فلسفيًا مهمًا في الفكر السياسي.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Holism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.