مناهضة الإمبريالية هي أيديولوجية سياسية تعارض الإمبريالية، وهي سياسة أو أيديولوجية توسيع حكم الدولة على الدول الأجنبية، غالبًا عن طريق القوة العسكرية أو عن طريق السيطرة السياسية والاقتصادية على مناطق أخرى. يرى مناهضو الإمبريالية أن الإمبريالية هي شكل من أشكال الاستغلال والقمع، وهو ما ينتهك مبادئ الديمقراطية والحرية وتقرير المصير.
يمكن إرجاع جذور مناهضة الإمبريالية إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، خلال فترة التوسع الاستعماري الأوروبي. انتقد العديد من المثقفين والناشطين السياسيين، مثل كارل ماركس وفلاديمير لينين، الإمبريالية باعتبارها شكلاً من أشكال الاستغلال الرأسمالي. وزعموا أن القوى الرأسمالية استخدمت الإمبريالية لاستغلال الموارد والعمالة في البلدان المستعمرة، مما أدى إلى عدم المساواة الاقتصادية والظلم الاجتماعي.
في القرن العشرين، أصبحت مناهضة الإمبريالية موضوعًا رئيسيًا في النضال من أجل الاستقلال في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. تبنت العديد من حركات التحرر الوطني أيديولوجيات مناهضة للإمبريالية لمحاربة الحكم الاستعماري والهيمنة الأجنبية. غالبًا ما أكدت هذه الحركات على حق الأمم في تقرير المصير، بحجة أن شعب أي بلد يجب أن يكون له الحق في تحديد أنظمته السياسية والاقتصادية دون تدخل أجنبي.
في حقبة ما بعد الاستعمار، استمرت مناهضة الإمبريالية في كونها أيديولوجية سياسية مهمة في أجزاء كثيرة من العالم. وقد ارتبطت بمختلف الحركات والأيديولوجيات السياسية، بما في ذلك الاشتراكية والشيوعية والقومية. غالبًا ما ينتقد مناهضو الإمبريالية السياسات الاقتصادية والسياسية للقوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحجة أن هذه السياسات هي أشكال من الإمبريالية الجديدة التي تديم عدم المساواة الاقتصادية والهيمنة السياسية.
وفي السنوات الأخيرة، ارتبطت مناهضة الإمبريالية أيضًا بنقد العولمة. يرى العديد من مناهضي الإمبريالية أن العولمة هي شكل من أشكال الإمبريالية، لأنها تسمح للقوى الكبرى والشركات المتعددة الجنسيات بالسيطرة على الاقتصاد العالمي والتأثير على الأنظمة السياسية في البلدان الأخرى. وهم يدعون إلى نماذج بديلة للتعاون العالمي تعمل على تعزيز العدالة الاقتصادية، والمساواة السياسية، والتنوع الثقافي.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Anti-Imperialism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.